قصر الجعفرية·· من عرش الحكم الأندلسي إلى مقر لمحاكم التفتيش

قصر-الجعفرية-سرقسطه-اسبانيا.jpg

لشدّة إعجاب ملوك آراغون بهذا القصر الذي استولوا عليه بعد سقوط سرقسطة، وبشكل خاصّ بيدرو دي آراغون الذي أحبّ أن يكون قصره في هذا القصر، فأقاموا عليه التحويرات وبنوا قاعة احتفالاتهم فوق قاعة احتفالات المسلمين كدلالة على الانتصار والتفوق، وكما حدث في غرناطة وقرطبة وغيرها، راحوا يلصقون رموز وشعارات مملكاتهم والصلبان على السقوف وأعالي الجدران، إضافة إلى تطريزات قوطية ورومانية وكنائسية وتحويل المحراب إلى مطبخ.
ومما يدعو للتأمل مفارقة أن يخطوا أسماء زوجاتهم وتواريخ زواجهم، وشعارات دعاية سياسية لحكمهم، وسيوف، ودروع، ورماح، وصورًا لهم ولانتصاراتهم، وعبارات تشير إلى قوتهم وملكيتهم الأبدية التي لا تزول وتحويل الغرف الجانبية إلى زنزانات للتعذيب، فبينما يذكر الحاكم المسلم نفسه بالتواضع والفناء وأن هذا (الملك لله) يفعل الآخر العكس.
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي تم تحويل القصر بحكم تحصيناته العسكرية إلى مقر للجيوش ولمحاكم التفتيش وسجن لمعارضي الحكومات المتلاحقة على امتداد ثلاثة قرون، حيث مازالت آثار السجناء باقية من عبارات عذاب، وذكريات، وحساب للأيام، وأسماء حبيباتهم، وخربشات خطّوها بأظافرهم.
ثم أُهمل القصر وظل في تصّور الناس على أنَه مجرد قلعة عسكرية قديمة، إلى أن صدر القرار بإعادة ترميمه وصيانته في أواسط الثمانينات من القرن العشرين؛ حيث تم العمل فيه بجدية وأمانة استطاعتا أن تجعلا منه الآن معلمًا مثيرًا للدهشة والتأمل، وهو يجمع في تكوينه الحالي آثار مراحل وقرون عديدة منها الإسلامي الأندلسي؛ ثم الملوكي الأراغوني؛ والعصر الوسيط؛ وأضيف إليه ركن حديث تابع لبلدية آراغون؛ فأصبح رمزًا وسجلاً لتلاحق وتوارث العصور وأرشيفًا لحضارات متعاقبة.

قصر-الجعفرية-سرقسطه-اسبانيا.jpg

قصر-الجعفرية-سرقسطه-اسبانيا.jpg

قصر-الجعفرية-سرقسطه-اسبانيا.jpg

قصر-الجعفرية-سرقسطه-اسبانيا.jpg

Plus récente Plus ancienne